الدول العربية التقرير العالمي لرصد التعليم 2019

الهجرة والنزوح والتعليم: بناء الجسور لا الجدران

... تحميل PDF

Credit: Mark Kaye/Save the Children

الرسائل الرئيسية

تتفاعل الهجرة والنزوح عن كثب مع التعليم. ويحدث هذامن خلال علاقات معقدة متبادلة تؤثر على الذين ينتقلونكما تؤثر على الذين يقيمون حيث هم أو الذين يستضيفونالمهاجرين واللاجئين:

  • وتستدعي الهجرة والنزوح من نظم التعليم أن تكونمتأهبة. ويلزم أن تعترف البلدان في قوانينها بحقالمهاجرين واللاجئين في التعليم وأن تُعمل هذا الحقفي الممارسة العملية.
  • ويؤثر التعليم كذلك تأثيراً شديداً على الهجرة والنزوح، سواء من حيث حجمهما أو كيفية النظر إليهما.
  • وقد أقر العالم في كانون الأول/ديسمبر 2018 اتفاقينعالميين بشأن المهاجرين واللاجئين يحدّدان لأول مرة،في جملة أمور، الالتزامات الرئيسية بشأن التعليم.

والنزوح قدر تأثُّر الدول العربية بهما. فهذه المنطقة تمثل%5 من سكان العالم ولكنها تضمُّ 32 % من لاجئيه و 38 % منعدد النازحين داخلياً على الصعيد العالمي بسبب النزاع.وعلى الرغم من أن الهجرة تتيح الفرص، إلا أن الأزماتالإنسانية قد أدت إلى تباطؤ وتيرة تطوير التعليم في هذهالمنطقة مقارنة بغيرها من المناطق، مما يقوّض آفاقالمستقبل بالنسبة لهذا الجيل والأجيال القادمة. فعلىسبيل المثال، على مدار العقدين الماضيين:

  • تقلصت الفجوة في معدل الالتحاق بالتعليم الابتدائيبين الدول العربية وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرىبأكثر من النصف.
  • تجاوزت آسيا الوسطى وجنوب آسيا الدول العربية فيمعدل الالتحاق بالتعليم الإعدادي.
  • تجاوز معدل الالتحاق بالتعليم الثانوي في الدول العربيةالمتوسط العالمي بمقدار 2.5 نقطة مئوية، لكنه الآنيقلّ عنه بمقدار 2.5 نقطة مئوية.

المقدمة

ثمة قصص قوية مترعة بالطموح والأمل والخوف والترقب والإبداعوالإنجاز والتضحية والشجاعة والمثابرة والحزن تذكّرنا بأن"الهجرة هي تعبير عن التطلعات الإنسانية إلى الكرامة والسلامةوالمستقبل الأفضل. إنها جزء من النسيج الاجتماعي، وجزءمن تشكيلتنا كعائلة بشرية" ) United Nations, 2013 (. ومع ذلك،فإن الهجرة والنزوح هما "أيضاً مصدر للانقسامات داخل الدولوالمجتمعات وفيما بينها ... وفي السنوات الأخيرة، حدثتتنقلات كبيرة لأناس ضاق بهم الحال وركبهم اليأس فراحواينشدون البدائل كمهاجرين ولاجئين، الأمر الذي حجب بظلالهفوائد الهجرة بمدلولها الواسع"

.... الفصل 1

المحتويات: دليل للتقرير

يستعرض هذا التقرير المتعلق بتداعيات الهجرة والنزوحبالنسبة للتعليم في الدول العربية الأدلة المتاحة بهدفالإجابة عن السؤالين التاليين:

  • كيف تؤثر تنقلات السكان على الانتفاع بالتعليموجودته؟ وما هي الآثار المترتبة عليها بالنسبة للأفرادالمهاجرين واللاجئين؟
  • كيف يؤثر التعليم وكيف يمكن أن يؤثر على حياةالأشخاص الذين يتنقلون والذين يبقون وراءهم وعلىالمجتمعات التي ترسلهم والتي تستقبلهم؟

وتتناول الفصول الأربعة التالية بالمناقشة كيف تؤثر الهجرةالداخلية والهجرة عبر الحدود والنزوح عبر الحدود والنزوحالداخلي في الحصول على التعليم وجودته وشموله للجميعفي الدول العربية – ولكن أيضاً في البلدان التي تستقبلالمهاجرين واللاجئين من الدول العربية. وتسأل هذهالفصول عما إذا كانت نتائج التعليم الخاصة بالمهاجرينواللاجئين وغيرهم من النازحين تختلف عن نتائج المواطنينالأصليين، وعن السبب في ظهور فجوات وعن العوائقالرئيسية التي تحول دون توفير تعليم جيد النوعية وشاملللجميع. ويقدم الفصل الأخير الاستنتاجات والتوصيات.

الهجرة الداخلية

تمثّل الهجرة الداخلية غالبية التحركات السكانية. وعادةًما تشكل الهجرة من الريف إلى الحضر، وهي ظاهرة بارزةبشكل خاص في البلدان المتوسطة الدخل، والتدفقاتالموسمية أو الدائرية أكبر التحديات التي تواجه أنظمةالتعليم. ولكن معدل التحضر وكثافة الهجرة الداخلية فيالدول العربية أقل منهما في المناطق الأخرى.

.... الفصل 2

ففي تونس، يقفز معدل الهجرة الداخلية من 2% بينالأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 19 عاماً إلى%7 بين من هم في العشرينات من العمر وبدرجة أكبربين الإناث، ويمثل التعليم ذا النوعية الأفضل في المناطقالحضرية سبباً رئيسياً من أسباب الهجرة. ويهاجر لأغراضالتعليم، في المتوسط، 8% من التونسيين وأكثر من%20 من بعض المحافظات.

وفي مصر، تنخفض معدلات التسرب بين أطفال المهاجرينالداخليين انخفاضا طفيفا في مرحلتي التعليم الابتدائيوالإعدادي ويزيد احتمال استمرارها في التعليم الثانويوما بعد الثانوي.

وفي العراق، يعيش 13 % من السكان في 700 3 من الأحياءالفقيرة، يوجد بها ما يقرب من 200 2 مدرسة غير مكتملة.وفي مدينة الصدر، وهي أكبر الأحياء الفقيرة في بغداد،أشار 9% من السكان إلى التعليم باعتباره أولوية قصوى.وفي ربع الأحياء الفقيرة في القاهرة، مصر، كانت المدارسالثانوية العامة تقع خارج الحي.

وتركز المدارس الميدانية لمجتمعات البدو الرُحَّل والرعاةفي بلدان مثل جيبوتي على المهارات المرتبطة بالزراعةالتي تهدف إلى زيادة كفاءة إدارة الثروة الحيوانية والتخفيفمن آثار تغير المناخ.

الهجرة الدولية

كان للهجرة من الدول العربية وإليها في الماضي جانبانرئيسيان، بينما أخذ جانب ثالث الآن في الظهور.

.... الفصل 3:

أولا،ً تتمتع بلدان مجلس التعاون الخليجي بأعلى معدلاتالهجرة الوافدة في العالم. وفي قطر والإمارات العربيةالمتحدة، يمثل المهاجرون الوافدون الأغلبية سواء فيمجمل عدد السكان أو في عدد الطلاب.

  • والبحرين هي البلد الوحيد في هذه المجموعة التيتتيح حرية الالتحاق بنظام المدارس العامة للمهاجرين،الذين يشكلون حوالي نصف طلاب هذه المدارس.
  • ولكن البلدان الأخرى في المجموعة، تمشياً مع سياسةالهجرة التي تعزّز التفرقة، تقدم خدماتها للمهاجرين منخلال نظام للتعليم الخاص، ترتبط فيه إمكانية الالتحاقوالجودة بالقدرة على الدفع. ويشكل المهاجرون 73 % منطلاب المدارس الخاصة في الكويت و 81 % في قطرو 83 % في الإمارات العربية المتحدة.
  • وتمثل المدارس الخاصة سوقاً مربحةً في هذه البلدان،تقدر قيمتها بحوالي 13.2 مليار دولار أمريكي فيالعام الدراسي 2016 / 2017 ويتوقع أن تتضاعف إلى26.2 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2023 . وتقدم هذهالمدارس الخاصة مناهج دراسية تتفق في معظمهامع البلد الأصلي للطلاب. فالمدارس الخاصة البالغعددها 194 في دبي، الإمارات العربية المتحدة، تقدم17 منهجا مختلفا.ً
  • وتبذل البحرين والإمارات العربية المتحدة جهودا لضمان أن يتعلم جميع طلاب المدارس الخاصة اللغةالعربية بمستوى جيد وأن يتم تدريسهم من خلال منهجمشترك للدراسات الاجتماعية. ولم يجرِ تقييم فعاليةهذه المبادرات، في حين أفاد ثلثا الشباب العرب الذينتتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عاماً في عام 2017 بأنهميتكلمون الإنجليزية أكثر مما يتكلمون العربية الفصحىفي حياتهم اليومية.
  • وفي الكويت، لا يمكن للطلاب “البدون” عديميالجنسية أن يلتحقوا إلا بالمدارس الخاصة التيتفرض الرسوم )من 860 دولاراً إلى 550 1 دولاراً أمريكياًفي السنة( على الرغم من أن الحكومة تدعم نسبة%70 من هذه الرسوم.
  • حدث توسع استثنائي في التعليم العالي، وخاصةعلى صعيد القطاع الخاص، لتلبية الزيادة في الطلبمن المواطنين والمقيمين المغتربين. وتوجد فيعُمان 27 جامعة غير حكومية وارتفع عدد طلابالتعليم العالي فيها من 16 000 في عام 1998 إلى000 132 في عام 2016 .
  • وتتمتع الدول العربية بدرجة تفوق المتوسط العالميمن تنقُّل الطلاب. وقد ارتفعت نسبة التنقل إلى الخارجمن 3.1 % في عام 2009 إلى 4.3 % في عام 2017 ، بينمازادت نسبة التنقل الداخلي للطلاب في الدول العربيةمن 2.3 % في عام 2006 إلى 3.2 % في عام 2017 ، وبلغت%35 في قطر و 49 % في الإمارات العربية المتحدة.
  • وجاء الطابع الدولي في مجال التعليم العالي مع التحولمن العربية إلى الإنجليزية كلغة للتدريس. ففي البحرين،تهدف الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي إلى إعدادالمواطن العالمي القادر على التواصل الجيد باللغةالإنجليزية. واستحدثت المراسيم الملكية في المملكةالعربية السعودية اللغة الإنجليزية على مستوى ما قبلالجامعة كما أدخلت إصلاحات مختلفة. واللغة الإنجليزيةهي لغة تدريس العلوم والرياضيات في الإماراتالعربية المتحدة.
  • وإلى عهد قريب، كان المعلمون الأجانب، وغالبيتهم منالمصريين والأردنيين، يشكلون حوالي 87 % من المعلمينفي المدارس الحكومية في قطر و 90 % في المدارس
  • علاوة على ذلك، يرغب حوالي 69 % من الآباء الفرنسيينالأصليين و 76 % من الآباء الذين ترجع خلفيتهم إلىشمال أفريقيا في أن يلتحق أطفالهم بالتعليم العالي.وتتسع الفجوة إلى أكثر من الضِعف عند إدخال العواملالمتعلقة بالخلفية في الاعتبار.
  • وتوجد في لبنان والمغرب أعلى معدلات الهجرة لذويالمهارات العالية إلى الخارج، وتبلغ حوالي واحد من كلأربعة. ويمكن أن يكون لاحتمالات هجرة ذوي المهاراتتأثير إيجابي على تراكم رأس المال البشري في البلدانالمرسلة، إذا بلغ أقصاها 14 %، وهو معدل معتدل لهجرةذوي المهارات العالية.
  • وثمة اتجاه ثالث أخذ في الظهور، وهو أن المهاجرينالأفريقيين من جنوب الصحراء الكبرى يستقرون بشكلمتزايد في شمال أفريقيا. وتقوم الحكومة في المغرببوضع سياسات وإطار عمل لتوجيه اندماجهم في نظامالتعليم. وبلغ عدد المقيدين من أطفال المهاجرين حوالي500 5 طفل في العام الدراسي 2017 / 2018 .
  • وقد أصبحت ليبيا بوابة للأفريقيين القادمين منجنوب الصحراء المتجهين إلى أوروبا. ففي عام 2018 ، تمتسجيل عدد يقدر بنحو 000 62 من الأطفال اللاجئينوالمهاجرين في سن الدراسة في ليبيا، منهم حوالي000 53 يحتاجون إلى الدعم للحصول على التعليم.ولم يلتحق بالتعليم أطفال غير مصحوبين بذويهم أومنفصلون عنهم. وليس التعليم مجانياً للكثيرين منهؤلاء الأطفال. وفرص التعلم شحيحة بالنسبة لمنلا يتسنى لهم الالتحاق بالمدارس الرسمية، والتعليم غيرالرسمي شبه منعدم.

النزوح الدولي

في نهاية عام 2018 ، بلغ عدد اللاجئين 25.9 مليون لاجئ،منهم 5.5 ملايين فلسطيني. وكانت الجمهورية العربيةالسورية ) 6.7 ملايين( هي البلد الذي هرب منه أكبر عددمن الناس، بينما احتل السودان ) 0.7 مليون( أيضاً أحدالمراكز العشرة الأولى. وكان السودان ) 1.1 مليون( ولبنان) 1 مليون( والأردن ) 0.7 مليون( من بين البلدان العشرة الأولىالتي استضافت اللاجئين. وبالإضافة إلى ذلك، استضافلبنان ) 0.5 مليون( من اللاجئين الفلسطينيين والأردن) 2.2 مليون( منهم، مما يجعلهما أكبر بلدين مستضيفينللاجئين بالقياس إلى عدد سكانهما في العالم.

.... الفصل 4:

واعتادت معظم الحكومات، في مواجهة الأزمات، علىتوفير نظم تعليمية موازية للسكان اللاجئين. وما زال هذاهو الحال بالنسبة للاجئين الماليين في موريتانيا، حيثيلتحق 300 5 طفل من أصل 300 19 طفل في سن المدرسةبمدارس تتبع المنهج الدراسي المالي.

خارج المخيمات الحصول على بطاقات خدمة للالتحاقبالمدارس، لكن وزارة التربية والتعليم بدأت في عام 2016 فيالسماح للمدارس العامة بقيد الأطفال دون بطاقات.وفي إقليم كردستان العراق، كانت وزارة التعليم تصدراعترافاً بالمعادلة المؤقتة لشهادات طلاب المدارس الثانويةلأغراض الالتحاق بالجامعة لكنها أوقفت هذه العملية فيالعام الدراسي 2018 / 2019 .

ويمكن أن تكون الرسوم والتكاليف التعليمية الأخرى مرتفعةبشكل خاص بالنسبة للاجئين، خاصة عندما تتعرضحريتهم في التنقل وحقهم في العمل للتقييد. وقد أدخلبرنامج الأغذية العالمي برنامج التغذية المدرسية في حالاتالطوارئ في لبنان في العام 2015 / 2016 . وكانت طريقةتجريبه باستخدام النقد ناجحة ولكن لم يمكن التوسعفيها ماليا.ً وجرى التوسع في طريقة إمداده بالغذاء لتشمل000 24 طفل من المواطنين الأصليين واللاجئين الضعاففي مدارس ابتدائية عامة مختارة في المناطق ذات المعدّلالمرتفع للفقر وتكدّس اللاجئين.

والتعرف على صدمات الأطفال النفسية ومعالجتها أمرمعقد. ويمكن للمعلمين تقديم حلول للحالات الأقل حدةمن خلال ممارسات التعليم الروتينية التي تركز علىتعزيز النمو وبناء مهارات الأفراد. ولكن على الرغم منحاجة هؤلاء المعلمين إلى التطوير المهني المستمر،فهم لا يتلقون التدريب في مجال الصحة العقلية والدعمالنفسي والاجتماعي. ففي الجمهورية العربية السورية،لم يتلق 73 % من المعلمين الذين شملهم الاستقصاء هذاالنوع من التدريب.

ويمكن لنهوج التعلم التي تقوم على الدعم الاجتماعيوالانفعالي أن تبني المهارات المتعلقة بالوعي الذاتيوالإدارة الذاتية والوعي الاجتماعي وبناء العلاقات واتخاذالقرارات المسؤولة، التي يمكن أن تتضرر من جراء انعداماليقين ومخاطر النزوح. ومن الأمثلة على ذلك برامج التعبيرالإبداعي والعلاج عن طريق اللعب الذي يركز على الطفلفي تركيا، وأنشطة بناء الدعم الاجتماعي من خلال الرياضةفي الأردن، والأنشطة العقلية والبدنية التي تهدف إلىالسيطرة على التوتر والخوف في فلسطين.

ومما يجعل الحلول القائمة على التكنولوجيا مرغوبةللوصول إلى أي شخص لديه جهاز متصل بالإنترنت،مثل الهاتف الذكي أو الحاسوب اللوحي، ما تتسم به هذهالحلول من قابلية التوسع والسرعة والتنقل )أي إمكانية أنتصل التكنولوجيا إلى الأشخاص النازحين( وسهولة الحمل)يمكن للنازحين حمل التكنولوجيا(. وقد وجدت دراسةاستقصائية شملت 144 جهة فاعلة غير حكومية في مجالتوفير التعليم للاجئين السوريين أن 49 % منها شاركت فيتطوير وتوزيع مبتكرات تعليمية تكنولوجية. ولكن على الرغم التعلم مدى الحياة للجميع. ويجري توجيه اهتمام متزايدللتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة والتعليم والتدريب فيالمجالين التقني والمهني وإتاحة فرص التعليم العاليللاجئين. ويشارك حوالي 000 100 لاجئ سوري في برامجالتعليم والتدريب في المجالين التقني والمهني في البلدانالمضيفة الخمسة في المنطقة.